مهارات التسويق الرقمي الأساسية تشهد تحسنًا، لكن الطلبات المتزايدة للتكنولوجيات الجديدة والمتطورة تساهم في وجود فجوة مهارات عبر غالبية الصناعات

هذا ما كشفته دراسة أجرتها هيئة التدريب “Target Internet” بالتعاون مع معهد التسويق المعتمد (CIM).

تقرير هذا العام يحلل بيانات أكثر من 10,000 متخصص في التسويق، تم جمعها بين عامي 2018 و2023، ويُسلط الضوء على الاتجاهات الرئيسية قصيرة ومتوسطة المدى، بالإضافة إلى الفرص والتحديات في قطاع التسويق.

تأثير التغيرات السريعة في مشهد التسويق على المهارات المطلوبة

كشفت دراسة منفصلة أجراها معهد التسويق المعتمد (CIM) عن البيئة المعقدة التي يعمل فيها المسوقون. ومن المقلق أن واحدًا من كل خمسة مشاركين (19%) أفاد بأنه يمتلك بعض المهارات المطلوبة فقط لأداء دوره بنجاح. بينما اعتقد ما يقرب من أربعة أخماس المشاركين (79%) أن مجموعة المهارات المطلوبة للوظيفة قد تغيرت بالكامل خلال العقد الماضي.

مع اضطرار العديد من المسوقين للتكيف مع مجموعة من التقنيات الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي، Google Analytics 4، Web3، مجموعة أدوات التسويق التكنولوجي المتزايدة، وزيادة عدد منصات التواصل الاجتماعي، فإنه ليس من المستغرب أن نطاق المهارات المطلوبة من المتخصصين في التسويق يستمر في التوسع.

وتعني سرعة التطور في القطاع أن نطاق المهارات المطلوبة من المسوقين يستمر في الازدياد، مما يدفع الشركات إلى الاستثمار بشكل أكبر في التدريب والتطوير في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

تحسن في مهارات التسويق لكن الفجوات ما زالت قائمة

وجد التقرير أن هناك اتجاهًا تصاعديًا عامًا في التخصصات التسويقية الرئيسية، حيث شهدت وسائل التواصل الاجتماعي (+8%)، والتجارة الإلكترونية وتوليد العملاء المحتملين (+5%)، وتسويق البريد الإلكتروني (+5%) أكبر التحسينات في المتوسط. بينما شهدت مجالات مثل تسويق المحتوى (+1%)، والتحليلات والبيانات (+2%)، ودفع الرسائل المدفوعة (PPC) (+2%) زيادات أكثر تواضعًا.

ومع ذلك، وعلى الرغم من الاتجاه التصاعدي العام، فإن التحسينات في معظم مجالات التسويق الرقمي تظل منخفضة نسبيًا، وما زالت بعيدة عن أن تكون شاملة. هناك فجوة واضحة في مهارات التسويق، حيث شهدت بعض التخصصات زيادات طفيفة فقط مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، بينما لم تتعافَ بعض المجالات الأخرى بعد.

وتعني سرعة التغير في قطاع التسويق أن المسوقين قد يواجهون صعوبة في البقاء محدثين وذوي صلة، مما يؤثر على قدرة الفرق على تحقيق الأهداف التجارية، وبالتالي يؤثر على الأرباح. هناك حاجة إلى استثمار مستمر في التدريب لضمان امتلاك الفرق للمهارات اللازمة للتنافس في سوق التسويق المزدحم.

تفاوت الفجوات المهارية عبر المستويات

وجد البحث أن المسوقين في عدة مستويات قد حسّنوا مهاراتهم خلال الـ 12 شهرًا الماضية، لكن بعض الأدوار الأكثر ابتدائية شهدت تراجعًا، مما يدل على ضرورة تحديث المهارات من خلال التدريب المستمر على جميع المستويات:

• تحسنت مهارات المتدربين بشكل عام مقارنة بالعام الماضي، مع أكبر زيادة في مجال التسويق العام (+18%).
• شهدت أدوار المساعدين/الخريجين أقل قدر من التقدم، حيث تراجعت النتائج في أربعة من أصل 12 مجالًا، مع تحقيق تقدم ملحوظ فقط في مجال وسائل التواصل الاجتماعي (+9%).
• في المقابل، حققت مجموعة رؤساء الأقسام تقدمًا في جميع المجالات تقريبًا في الاختبارات المعيارية، بينما أظهرت الأدوار على مستوى المديرين تقدمًا في جميع المجالات الـ 12، مما وضع هذه المجموعات في مستوى متوسط الكفاءة أو أعلى منه.

الفجوة بين الثقة والقدرة الفعلية

كما يشير التقرير إلى وجود فجوة بين الثقة والمستويات الفعلية للمهارات في غالبية التخصصات التسويقية القائمة على التكنولوجيا. باستثناء نظرية التسويق، والبريد الإلكتروني، والتجارة الإلكترونية، وتوليد العملاء المحتملين، فإن مستويات الثقة تفوق بشكل مستمر القدرة الفعلية. وكان هذا أكثر وضوحًا في تسويق المحتوى، وسهولة الاستخدام، ووسائل التواصل الاجتماعي.

وصرح دانييل رولز، الرئيس التنفيذي لـ Target Internet، قائلًا: “نتائج التقرير هذا العام تُظهر فرصًا كبيرة بالإضافة إلى مخاطر ملحوظة للشركات من جميع الأنواع. الشركات والأفراد الذين يعتمدون ثقافة التطوير المهني المستمر لديهم فرصة حقيقية للتميز، خاصة مع استمرار تطور التكنولوجيا بسرعة. علاوة على ذلك، فإنه يؤكد أن تقليل الاستثمارات في التدريب يثبت أنه استراتيجية غير فعالة لزيادة الإنتاجية وتعزيز النمو.”

من جانبه، قال كريس دالي، الرئيس التنفيذي لمعهد التسويق المعتمد (CIM): “على الرغم من التحديات التي واجهناها جميعًا خلال العامين الماضيين، يسعدني أن أرى أن المهارات في تحسن. ومع ذلك، يجب أن تكون نتائج التقرير بمثابة جرس إنذار للمسوقين للاستثمار في تدريبهم وتطويرهم. نطاق المهارات المطلوبة من المتخصصين في التسويق يستمر في التوسع، مما يمنحنا فرصًا جديدة لقيادة التغيير وإظهار قيمة صناعتنا. ولكن لتحقيق ذلك، من الضروري أن يظل المسوقون على دراية بالتغيرات السريعة في مشهد التسويق ويواكبوا التطور المهني – وإلا فإنهم يواجهون خطر التخلف عن الركب.”

وأضاف: “الطلب على المهارات الرقمية يظل قويًا في بيئة سريعة التغير، لذلك أنصح المسوقين بالاستثمار في مهاراتهم ومهارات فرقهم للبقاء في الصدارة.