يشبه التفاعل مع محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى حد كبير الدردشة مع صديق يستمع إليك ويفهم ما تقوله ويستجيب بعناية دون أن يملي عليك نصائح أو معلومات غير ضرورية.
على عكس محركات البحث التقليدية مثل جوجل، التي تعتمد على الكلمات المفتاحية وغالباً ما تبدو آلية أو تجارية، فإن محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي تعالج الأسئلة الطبيعية وتحتفظ بالسياق الكامل خلال الجلسة.
في عام 2025، من المتوقع أن تصبح محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وSearchGPT الأساس الذي تعتمد عليه العلامات التجارية للتواصل مع عملائها وكتابة قواعد ظهور العلامات التجارية.
تطور محركات البحث
تركز محركات البحث على المعنى السياقي الأعمق وليس على العبارات الحرفية، فهي تتجاوز مطابقة الكلمات المفتاحية إلى تفسير النوايا الحقيقية.
يتجلى ذلك في تحولها نحو الكيانات التي تعتبر بمثابة مفاهيم قابلة للتحديد – مثل الأشخاص، الأماكن، المنظمات، أو الأفكار – التي يمكن لمحركات البحث فهمها وربطها بأسئلة المستخدمين. بالنسبة للعلامات التجارية، يشير هذا التحول إلى ضرورة بناء روابط ذات معنى بين العلامة التجارية والكيانات الأكثر أهمية للجمهور.
تخيل محركات البحث كنماذج لغوية كبيرة (LLMs) تستخدم الشبكات العصبية لمعالجة وحساب مخرجاتها، وتتعلم كيفية الاستجابة لطلبات المستخدمين من خلال استخراج المعاني من النص وفهم العلاقة بين الكلمات والعبارات بالإضافة إلى أداء مهام مثل الإجابة على الأسئلة من خلال توقع ما يريد المستخدم معرفته.
بالنسبة للعلامات التجارية، هذا يعني أكثر من مجرد وجود موقع إلكتروني، حيث يتعلق الأمر بربط العلامة التجارية بالموضوعات التي تثير اهتمام العملاء.
على سبيل المثال، قد تظهر علامة تجارية مرتبطة بقيم الوعي البيئي في عمليات البحث المتعلقة بالممارسات المستدامة، مع العلم أن تحقيق ذلك لا يتعلق بحشو الكلمات المفتاحية، بل بإنشاء محتوى أصلي وموثوق يتوافق مع قيم الجمهور.
محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي وأهمية Bing وIndexNow
تواجه محركات البحث التقليدية تراجعاً في أهميتها مع اكتشاف أدوات مثل ChatGPT. تتوقع شركة Gartner أنه بحلول عام 2026 ستنخفض أحجام البحث التقليدية بنسبة 25% حيث يلجأ المستخدمون إلى محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي للحصول على إجابات مباشرة وشخصية.
ومع ذلك، هذا لا يعني نهاية جميع محركات البحث. على سبيل المثال، يعيد Bing تعريف نفسه من خلال تكامله مع تقنية OpenAI، ويستخدم كأساس لـ ChatGPT لسحب المعلومات. وبالتالي، أصبح Bing محورياً في تشكيل محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
يستخدم Bing أدوات مثل IndexNow للإشارة إلى تحديثات المحتوى في الوقت الفعلي، مما يضمن أن تكون نتائج البحث دائماً حديثة وذات صلة. بالنسبة للعلامات التجارية، هذا يعني تكييف استراتيجيات المحتوى لتتوافق مع نهج Bing الفريد، مما يضمن أن تكون العلامة التجارية قابلة للاكتشاف في الأنظمة المدعومة بـ GPT. الفشل في القيام بذلك قد يعرض العلامة التجارية لخطر الاختفاء أمام العدد المتزايد من المستخدمين الذين يعتمدون على هذه الأنظمة المتقدمة.
تحسين محركات البحث التوليدية (GEO)
يشكل تحسين محركات البحث التوليدية (GEO) تحولاً جذرياً في استراتيجية البحث. بينما يركز تحسين محركات البحث التقليدية (SEO) على الكلمات المفتاحية، الروابط الخلفية، وخوارزميات التصنيف، فإن GEO يتكيف مع معالجة أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل ChatGPT أو SearchGPT للمحتوى وتركيبه والاستجابة للاستعلامات.
محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا تقوم فقط بفهرسة الصفحات؛ بل تفسر وتربط المعلومات من مصادر متعددة لتقديم إجابات واضحة وموثوقة. بالنسبة للعلامات التجارية، هذا يعني إعادة التفكير في إنشاء المحتوى – ليس فقط من أجل الظهور، بل بهدف إنشاء سرديات عالية القيمة تلقى صدى لدى المستخدمين وأنظمة الذكاء الاصطناعي.
استراتيجيات موحدة لمحركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي
في عام 2025، يتمحور النجاح في التسويق حول إنشاء بصمة رقمية موحدة تعزز سمعة العلامة التجارية عبر المنصات. يعتمد ذلك على دمج تحسين محركات البحث (SEO) مع استراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المدفوع.
تزداد أهمية هذا النهج المترابط مع تحول منصات التواصل الاجتماعي والمجتمعات الإلكترونية إلى عوامل تضخيم أساسية لظهور العلامات التجارية في نتائج البحث. منشور واحد أو نقاش حول علامة تجارية في المجتمع المناسب يمكن أن ينتشر بشكل واسع، مؤثراً على تصورات البشر وكذلك على خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تقيّم السلطة والموثوقية.
العلامات التجارية التي تتجاهل هذه المنصات تخاطر بفقدان ميزتها التنافسية، حيث يتأثر ظهورها في نتائج البحث بالإشارات الجماعية التي تأتي من هذه المنصات.
فهم نية المستخدم
لطالما كانت نية المستخدم محورية في استراتيجيات البحث، لكن الذكاء الاصطناعي يأخذها إلى مستوى أعمق. تخيل مسافراً يبحث عن “وجهة شاطئية مناسبة للعائلة”، محركات البحث التقليدية قد تقدم قائمة من الروابط. لكن نظاماً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي سيقوم بتركيب المعلومات، ويقدم توصيات شاملة قد تشمل السلامة، الترفيه، والراحة. بالنسبة للعلامات التجارية، هذا يعني أن المحتوى يجب أن يتناول ليس فقط ما يطلبه المستخدمون، ولكن أيضاً سبب طلبهم له.
على سبيل المثال، فندق يسلط الضوء على مرافقه الصديقة للأطفال، قربه من الشاطئ، وشهادات العائلات لديه فرصة أكبر لأن يتم التوصية به من قبل المنصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لأولئك الذين يبحثون عن عطلة عائلية، مقارنة بفندق يكتفي فقط بذكر “ملكية على الشاطئ” في وصفه. العلامات التجارية التي توصل الفوائد الدقيقة للمستخدمين تمتلك فرصة أفضل لأن يتم تضمينها في الإجابات التي يولدها الذكاء الاصطناعي.
دور التميز التقني في تحسين محركات البحث التوليدية (GEO)
لا يزال التطور التقني أمراً بالغ الأهمية في عالم مدعوم بالذكاء الاصطناعي، فالموقع البطيء أو المعقد يشبه طريق مليئ بالمطبات، حيث تواجه خوارزميات الذكاء الاصطناعي صعوبة في التنقل فيه، ويترك المستخدمون الرحلة تماماً. في الوقت ذاته، إن ضمان سرعة التحميل، التوافق مع الأجهزة المحمولة، واستخدام البيانات المنظمة هي أمور مهمة لتحسين محركات البحث التقليدية (SEO) ومحركات البحث التوليدية (GEO) كذلك.
بما أن الذكاء الاصطناعي يزدهر مع الوضوح والهيكلة، فإن المحتوى الذي يعتمد على مبادئ معالجة اللغة الطبيعية (NLP) يضمن أن تتمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي من تفسيره وعرضه بسهولة. من خلال معالجة هذه الجوانب التقنية، تخلق العلامات التجارية مساراً سلساً لخوارزميات الذكاء الاصطناعي للتنقل في محتواها، مما يعزز الظهور والتفاعل.
تعلم الفن الاستراتيجي للتسويق المدعوم بالذكاء الاصطناعي
التأثير الأوسع لمحركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي هو أنها تحول التسويق من تمرين تكتيكي إلى فن استراتيجي. ستحتاج العلامات التجارية إلى البقاء على اطلاع بأحدث التطورات في تحسين محركات البحث التقليدية (SEO) وتحسين محركات البحث التوليدية (GEO)، مما يضمن أن يظل محتواها ذا صلة، قابلاً للاكتشاف، ومتوافقاً مع محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
لتحقيق ذلك، يحتاج المسوقون إلى تحليل أنماط المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي وتحسين الاستراتيجيات بناءً على هذه الرؤى، حتى تتمكن العلامات التجارية من البقاء في المقدمة أمام تطور الخوارزميات وسلوكيات الجمهور. هذا ليس جهداً يُبذَل مرة واحدة؛ بل هو التزام مستمر بالتكيف، الابتكار، والالتزام بالتحديثات في عالم يتسم بالتغير المستمر.
في النهاية، محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي ليست مجرد أداة للتسويق؛ بل هي جسر بين الشركات وعملائها. لم يعد الأمر يتعلق فقط بالظهور – بل يتعلق بالفهم. محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي تعيد تعريف كيفية قيام العلامات التجارية بإعادة صياغة أهميتها وتقديم القيمة بطرق تلقى صدى عميق لدى جمهورها.
هل أنت مهتم بسماع العلامات التجارية العالمية الرائدة تناقش مواضيع مثل هذه بشكل شخصي؟ تعرف على المزيد حول منتدى عالم التسويق الرقمي (#DMWF) في أوروبا، لندن، أمريكا الشمالية، وسنغافورة.
المصدر: marketingtechnews.com